الفيزياء

هل يعتبر يوم الجمعة بتاريخ 13 غيرمحظوظ؟

 

 

قد يكون هذا اليوم يوم حظّ جيّد للبعض، وسيّئ للبعض الآخر. بلغت زوجتي عامها الثّالث عشر في هذا اليوم، فأصبح هذا الرّقم بالنّسبة لها رقم حظّها. لا دليل علميّاً يدعم هذه الخرافات، لكن ما يثير الاهتمام هو سبب نسب أهميّة كبيرة لتاريخ عشوائيّ.
بدأ بناء الخرافات حول يوم الجمعة والرّقم 13 منذ زمن بعيد. أحد أسباب هذا الرّهاب هو قصّة العشاء الأخير وصلب المسيح، إذ كان في يوم خميس الأسرار ثلاثة عشر شخصاً في الغرفة، ومات المسيح في الجمعة العظيمة. ولكن يمكن القول بأنّ الخرافات قد سبقت الإنجيل وأثّرت في كتابة التّواريخ والأيام عندما دُوِّن.
هناك عدّة أوجه لهذه الخرافة. قد علّم التّراث بعض التّصرّفات، كما أنّه كان هناك دور للبيولوجيا والدّين، ولكن لضيق الوقت لن أتمكّن من دراسة كلّ هذه التّفاصيل، لذا سأحاول أن أعرض نظرة مكثّفة حولها.
يتأثّر البشر بشكل كبير من هذه الخرافات، وهناك دليل بأنّه يمكن إلقاء بعض اللوم على الجينات بهذا الخصوص: نشر سكينير في عام 1948 مقالة تصف تصرّف طير الحمام، أظهرت هذه الطّيور سلوكاً معيّناً في محاولة حثّ الشّخص المسؤول عن الطّعام ليوزعه عليها. على الرّغم من أنّ هذا الشّخص لديه أوقات محدّدة لتوزيع الطّعام ولا يعتمد على سلوك الحمام. من هذا المنطلق، يمكن النّظر في مسألة الإيمان بالخرافات عند الانسان. من منظور تطوّريّ، يمكن القول بأنّه كان هناك حدثاً تاريخيّاً يربط سلوك معيّن بجائزة ما أو عقاب.  مثلًا، "إنْ هززتُ الشّجرة فإنّ الثّمار ستقع". هذا يتفوّق على الاعتقادات الخاطئة بالخرافات، والرّبط غير الصّحيح.
عندما يجري فرد معيّن طقساً ما، يكون التّنفيذ نفسه دعمًا وتعزيزًا بغضّ النّظر عن النّتيجة. إن كوفئَ الفرد فإنّ هذا بفضل الخرافة، ولكن إنْ لم يكافأ فإنّه يعيد الحدث وسيكافأ بمرحلة ما بفضل الخرافة. يمكن اعتبار هذا الأمر أنّه تحديد وتحويط المراهنات دون وعي، كما أنّ الخرافة لن تسبّب أي ضرّر، فلهذا لا يوجد أي خطر في محاولتها.
هناك أمر مهمّ تجدر الإشارة إليه، ألا وهو تصرّف النّاس بناءً على الافتراضات الخاطئة. فعلى سبيل المثال، تميل غالبيّة الأشخاص إلى اختيار الأرقام المحظوظة في السّحبات واليانصيب. إن ظهرت هذه الأرقام فإنّ الجائزة ستقسّم على العديد من الأشخاص، لكنّك إن اخترت العدد 13 فإنّ الجائزة لن توزّع على أكبر عدد من النّاس.

 

 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية