الصحة

كيف يؤثر عمر الدماغ على العيش لمدّة أطول؟

 

قد لا يكون عمر دماغك مساوياً لعمر جسدك، هذا يعني بأنّه حين يكون دماغك أكبر عمراً، فهذا سيزيد من احتمالية الموت المبكر حسب نتائج دراسة من المملكة المتحدة.

إنّ عيّنة الدراسة من الأشخاص الذي امتلكوا عقولاً "أكبر سنّاً" تبعاً لعدّة مقاييس امتلكوا احتماليّة أكبر لضعف الصحّة العقلية والنفسية وكانوا أكثر عرضة للموت في عمر مبكرة مقارنة مع غيرهم ممن يملكون عقلاً "أصغر سنّاً" حسب ما قالته الدراسة. يقول جيمس كولي المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الأعصاب في كلية إمبريال في مدينة لندن البريطانيّة بأنّه: "إذا كان عقلك أكبر عمراً من عمرك الحقيقي فإنّ هذا يعكس حدوث شيء خاطئ داخل جسدك".

تنبأ الباحثون في هذه الدراسة عمر عقول عيّنة الدراسة عن طريق استخدام تقنيّة توظّف الذكاء الصناعي لتحليل المعلومات عن طريق مسح الدماغ حسب ما تقوله الدراسة المنشورة في الخامس والعشرين من نيسان عام 2017 في مجلّة "الطبّ النفسي الجزيئي" Molecular Psychiatry.

طوّرت هذه التقنية في عام 2010 وتضمّنت قياس حجم دماغ الشخص وفحص كميّة المادة البيضاء والرمادية فيه حسب ما تقوله الدراسة. استخدم الباحثون برنامج حاسوبي "مدرّب" ليتنبّاً بأعمار 2000 شخص تتراوح أعمارهم ما بين ال 18 وال 90 عاماً عن طريق مسوحات أدمغة هؤلاء الأشخاص.

تمّ اختبار التقنيّة بعد ذلك على مجموعة مكوّنة من أكثر من 650 شخص ممن تبلغ أعمارهم 81 عاماً والذين سبق وكانوا جزءاً من دراسة اسكتلندية طويلة المدى تدعى "فوج ولادة لوثيان لعام 1936" والذين تمّ فحص أدمغتهم سابقاً في عمر 73 وكانوا قد مرّوا في اختبارات طبيّة وإدراكيّة من قبل.
وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين كانوا أكبر من عمرهم الحقيقي حققوا نسب سيّئة في الاختبارات الطبيّة واختبارات الذكاء بحسب الدراسة. مثلاً، يعاني الأشخاص الذين يمتلكون عقولاً "أكبر سنّاً" من صعوبة في القبض على الأشياء بقوّة وسعة منخفضة في الرئتين وبطء في المشي مقارنة بالأشخاص الذين يملكون عقولاً "أصغر سنّاً" حسب ما وجده الباحثون، فتمّ ربط هذه العوامل مع التقدم بالسنّ بصورة غير صحيّة.

بالإضافة إلى ذلك، كان الأشخاص الذين يمتلكون عقولاً "أكبر سنّاً" أكثر عرضة للوفاة قبل سنّ ال 80 حسب ما وجده الباحثون، فقد وجدت الدراسة أنّ الرجال الذين توفّوا بهذا العمر كانت أدمغتهم أكبر ب 8 سنوات من أعمارهم الحقيقيّة في حين كانت النّساء أكبر بمعدّل سنتين.

ارتبطت كلّ سنة من العمر الإضافي للدماغ بزيادة نسبة خطر الموت دون عمر ال 80 بمعدّل %6 بحسب الدراسة، هذا يعني بأنّ الشخص الذي يبلغ عمره الفعلي 74 سنة لكنّ عمر دماغه يساوي 75 سنة ترتفع احتمالية وفاته قبل سن الـ 80 بمقدار %6 من الشخص الذي يبلغ عمره الفعلي وعمر دماغه 74 سنة، ويعني أيضاً بأنّ الشخص الذي يمتلك دماغاً أكبر بسنتين من عمره الفعلي يمتلك نسبة خطر أكبر وتساوي %12.

هناك محددات عديدة لهذه الدراسة ، حيث وجد الباحثون مثلاً أنّ الأشخاص الذين يشكّلون عيّنة الدراسة كانوا يتمتّعون بصحّة جيّدة وهذا ما يجعلهم يتساءلون عما إذا كانت ستختلف النتائج لو كان هؤلاء الأشخاص بصحّة سيّئة، بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بالاعتماد على مسوحات أدمغة أشخاص بالغين مما يجعل هنالك أهميّة لأنّ تقوم الدراسات المستقبليّة بدراسة عدد أكبر من أعمار مختلفة.

يقول الباحثون بأنّ عدد من دراسات ومسوحات الدماغ يجب أن تتمّ قبل أن يتمّ اعتماد تلك التقنيّة في العيادات الطبيّة.

في المستقبل، قد يذهب أحدهم إلى عيادة الطبيب ويطلب منه إجراء مسح دماغي ليقول له الطبيب بعد ذلك: "إنّ عمر دماغك أكبر بعشر سنوات من عمرك الحقيقي" ويقوم بنصحك بتغيير نظامه الغذائي والعلاج، لكن حسب ما يقوله كولي: "حتّى هذه اللحظة، لا نستطيع النصح باستخدام هذه التقنية على المستوى الفردي لأنّ النتائج قد تكون غير دقيقة".

 

 

 

المصدر 

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية