الصحة

كي تبقى منتعشاً، ما يقوله العلم عن التعرق

 

في حين يعدّ التعرق أو العرق حالة محرجة بالنّسبة للبعض، تعتبر هذه العمليّة مهمّة بالنسبة للجسم، فإن وجود هذه الظاهرة أو عدمها قد تكون علامة لوجود شيء خاطئ في الجسم.
الأسباب:
التعرق هو إفراز سائل مالح من الغدد العرقية، لهذا السائل هدف رئيسي واحد وهو أن يقوم بتبريد الجسم عند تبخّره. ينظَّم التعرق من قبل الجهاز اللاإرادي، أو الجهاز العصبي الودّي عن طريق إرسال الإشارات باستخدام الناقل العصبي "أستيل كولين" acetylcholine وهو أحد أنواع النواقل العصبية التي تعمل على تقليص العضلات المخططة، ليتم تحرير العرق إلى سطح الجلد من خلال القنوات عند وصول هذه الإشارات إلى الغدد العرقية.
يوجد لدى الشخص من 2-4 مليون غدّة عرقيّة، ويتواجد أكبر عدد منها على راحة اليدين وباطن القدمين وفقا لمكتبة الطب الوطنية.
يقول الدكتور يوجين باور كبير الموظفين الطبيين في ديرميرا والعميد السابق لكلية الطب بجامعة ستانفورد بأنّ عدد الغدد العرقية لا يتغير منذ الطفولة، وهذا ما يجعل الأطفال يمتلكون أكبر عدد من الغدد العرقية في البوصة المربعة أيّ حوالي 8 -10 أضعاف أكثر من البالغين.
إنّ العرق بحدّ ذاته عديم الرائحة، لكن اختلاط البكتيريا على الجلد مع العرق هو ما ينتج رائحة الجسم. معظم العرق عديم اللون أيضاً، لذلك فإنّ البقع ذات اللون والرائحة ناتجة عن الغدد العرقية المفرزة.
يقول الدكتور نيكتسونبال من كلية تورو للطب التقويمي في نيويورك: "إن البقع الصفراء تحت الإبط تسببها الغدد المفرزة لاحتوائها على البروتينات والأحماض الدهنية، وهذا ما يجعل إفرازات تحت الإبط كثيفة ولبنية".
تجذب هذه الإفرازات البكتيريا المتواجدة على الجلد فتقوم بدورها بتكسير مكوّنات هذه الإفرازات ما ينتج عنه الرائحة الكريهة للعرق.
ما هو المعدّل الطبيعي للتعرّق؟
يتعرّق البعض بصورة قليلة بينما تزداد نسبة التعرّق لدى البعض الآخر بصورة كبيرة. يقول الدكتور روبرت ساليس المدير المشارك لزمالة الطب الرياضي في مركز كايزر بيرماننت فونتانا الطبي: "يتباين المعدل الطبيعي للتعرق، فقد يعرق بعض الأشخاص كميّة نصف لتر خلال ساعة من النشاط المكثف، في حين يعرق البعض الآخر بمعدّل 3 -4 لترات، وكلاهما لا يزال في نطاق طبيعي".
يلعب وزن الشخص وجنسه دورا في كيفية التعرق ومكانه، فالأشخاص الذين يعانون من وزن زائد يميلون إلى التعرّق وسط الصدر أو الظهر، أمّا الأشخاص الذين يمتلكون وزناً معتدلاً فيميلون للتعرّق بشكل أكثر توازنا في جميع أنحاء الجسم. تتعرّق النّساء أيضاً بنسبة أقلّ من الرجال. يقول ساليس: "كان هنالك اعتقاد شائع بين النّاس أن النساء أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس ولذلك فهنّ غير قادرات على المشاركة في السباقات، لكن وإن كانت النّساء يمتلكن عدد أقل من الغدد العرقية، إلّا أنّ لديهنّ كتلة عضلية أقل مما يجعلهنّ ينتجن حرارة أقلّ وبالتالي يحتجن لكميّة تعرّق أقلّ".
المشاكل:
عدم وجود تعرق عندما تكون حرارة الشخص مرتفعة يمكن أن يكون أحد أعراض العديد من الاضطرابات الطبية. تقول الدكتورة نيها باثاك، المحررة الطبية في WebMD's لمجلّة "العلوم الحيّة" Live Science: "هناك بضعة أمور تتبادر إلى ذهني عند سماع أنّ هنالك شخص لا يتعرّق، فأكثر ما يهمّ في هذه الحالة هو احتماليّة التعرّض لضربة شمس".
توضح باثاك بأنّ ضربة الشمس تحدث عند التعرض لدرجة حرارة عالية ولفترة طويلة. يحدث ذلك بالنسبة للشباب بعد ممارسة التمارين أو أنشطة خارج المنزل دون تناول كميّة كافية من السوائل، أمّا بالنسبة لكبار السن فيمكن أن يحدث ذلك دون بذل أي جهد بسبب الظروف الطبية أو الأدوية أو عوامل أخرى مثل الإعاقة الجسدية. يجعل الطقس الحار والرطب فاعليّة عمليّة التعرّق كمرطّب للجسم غير مجدية، فكلما زاد التعرض للحرارة كلما نقصت السوائل من الجسم بصورة أكبر، يقود ذلك في النهاية لوصول درجة حرارة الجسم إلى 104 درجة فهرنهايت (40 درجة سلسيوس) يصاحب ذلك أعراضاً مثل الإغماء والدوار والغثيان والارتباك. تقول باثاك: "يمكنك أن تشعر بارتفاع درجة الحرارة دون أي تعرق، وبدون علاج، وعندها يمكن أن تكون هناك مضاعفات خطيرة ناتجة عن ضربة الشمس".
يقول باور بأنّ هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تسبب عدم التعرّق، فهناك احتمالية بأن يكون هناك تلف في الأعصاب، ومن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من تلف الأعصاب مرض السكري وإدمان الكحول ومرض باركنسون (الشلل الارتعاشيّ) أو أضرار مباشرة على الجلد، مثل تأثيرات ما بعد الصدمة.
يمكن أن تتداخل الأمراض الجلدية مثل الصدفية أو طفح الجلد في بعض الأحيان مع عمل غدة العرق الطبيعيّة، فإن االعوامل التي تسمى خلل التنسج في طبقة الأدمة الجلديّة ونقص التعرق يمكن أن تتسبب أيضا في خلل في الغدد العرقية.
تقول باثاك بأنّ انقطاع الطمث يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإحساس بالحرارة دون حدوث التعرّق نتيجة لما يطلق عليه "الهبات الساخنة".
يقول بارو بأنّ وجود التعرّق بالرغم من عدم شعور الشخص بارتفاع درجة الحرارة قد يكون له علاقة بوجود مشكلة في الجهاز العصبي الودّي: "في كثير من الأحيان، يرتبط هذا التعرق بوجود محفّزات مثل تناول الأطعمة الغنية بالتوابل أو بعصبيّة الشخص نفسه، ولكن في كثير من الأحيان لا يوجد سبب محدد لكلّ ذلك".
إنّ فرط التعرق هو حالة جلديّة يفرز فيها الجلد كميّة من العرق أكثر من الكميّة اللازمة للحفاظ على برودته بسبب فرط في عمل الغدد العرقية، يمكن أن تؤثر هذه الحالة على منطقة الإبطين فينتج عنها (فرط التعرق الإبطي) وكفتي اليدين وباطن القدمين والوجه وفقاً لما تقوله عيادة مايو.
من المهمّ الإنتباه إلى أنّه يجب طلب المساعدة الطبيّة الفوريّة عندما يكون فرط التعرّق مصحوباً بألم في الصدر والدوار والقشعريرة والغثيان أو درجة حرارة مرتفعة للجسم تساوي 104 درجة فهرنهايت (40 درجة سلسيوس) أو أعلى.

 

 

المصدر
 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية