الفلك

"غذاء الميكروبات متوفّر على قمر زحل " انسيلادوس

 

كشفت مركبة كاسيني Cassini التابعة لناسا في عام 2005 وجود تدفق من المياه المتجمّدة والبخار ينطلق للفضاء من شقوق سطح القمر انسيلادوس. يعدّ هذا دليلاً على وجود محيطات مالحه تحت سطح هذا القمر من أقمار المشتري.
تبيّن فيما بعد أنّ هذا التدفّق يحتوي على غاز الهيدروجين وهو ما يمكن اعتباره علامة على وجود تفاعلات على ذلك البحر الفضائي.
يجعل هذا الاكتشاف القمر انسيلادوس على قمّة الأماكن التي من الممكن أن تستضيف الحياة في مجموعتنا الشمسيّة بما أنّ مثل هذه الكيمياء تتيح حياة ميكروبية على كوكبنا الأرض، متقدّمة في ذلك على قمر كوكب المشتري "أوروبا" الذي يعتبر هو الآخر أحد الأقمار المتجمّدة والتي تحتوي محيطاً على سطحها.
يقول "هنتر ويت" وهو عالم كواكب في معهد بحث جنوب غرب سان أنطونيو في تكساس ومؤلف رئيسي لدراسة نشرت في مجلّة "علوم" Science خلال أسبوع من الثالث عشر من نيسان لعام 2017: "لا نرى أي أثر للميكروبات، لكننا نرى تواجد غذاء الميكروبات".
وجد فريق المركبة كاسيني أثناء مرورها عبر هذا التدفق جزيئات عضوية مثل الميثان والفورمالديهايد.
كشفت المركبة أثناء مرورها فوق 48 كيلومتر من سطح القمر انسيلادوس في تشرين أول من عام 2015 وفرة في غاز الهيدروجين (H2) وهو أمر مثير للحيرة. يقول المؤلفون بأنّ ذلك الهيدروجين قادم من النشاط الهيدرو حراري الناتج في قعر المحيط وربّما من فتحات موجودة في قاع هذا البحر تماماَ مثل الموجودة على سطح الأرض والتي يخرج منها الهيدروجين داعماً وجود حياة ميكروبية. قد يكون ذلك ناتجاً عن تفاعل الماء مع الحديد أو تفاعل شبيه به مُخرجاً الجزيئات العضويّة البدائيّة المحصورة داخل النواة الصلبة.
لم ينتبه ويت وزملاؤه لوجود الهيدروجين في أعمدة الغاز المنبعثة من القمر انسيلادوس من قبل بسبب الموجات الناتجة عند تفاعل الماء مع مكوّنات المعدّات من التيتانيوم. يقول "غابرييل توبي" عالم الكواكب في جامعة نانت في فرنسا والغير مشارك في الدراسة أنّ كلّ التحيزات المحتملة تبدو الآن منطقيّة. يعدّ ارتفاع حجم الهيدروجين وكذلك ارتفاع معدّلات توافره بمثابة لغز لكنّه ليس الدليل الوحيد على نشاط قاع البحر على القمر انسيلادوس.
درس علماء مركبة ساسيني في عام 2015 بعض الجسيمات من الحلقة E وهي إحدى حلقات كوكب زحل والتي تتغذّى كما هو معروف على أعمدة الغاز المنبعثة من القمر انسيلادوس ليجدوا حبيبات زجاجيّة صغيرة آتية من تفاعلات حرارية مائية. يقول توبي: "تخبرنا هذه الأمثلة المتقاربة بأنّ هنالك شيء مميّز يحصل داخل القمر انسيلادوس".

تعلّق ناسا آمالها حاليّاً على وجود حياة على قمر أوروبا في رحلة من مهمّة "أوروبا- كليبر" Europa Clipper وهي عبارة عن مهمة استكشافية كوكبية قيد التطوير من المقرر انطلاقها في العقد المقبل من قبل ناسا. أظهر تلسكوب هابل وجود علامات لأعمدة غازية تنطلق من قمر أوروبا بمعدّل مرّتين من ذات النقطة حسب دراسة ل "قضيّة الأسبوع" في مجلّة "الفيزياء الفلكيّة" The Astrophysical Journal، لكن هذه الإشارة غير متفق عليها ولا يوجد دليل حتّى الآن على وجود نشاط هيدرو حراري.
يقول ويت الذي يقود إحدى المعدّات في مهمّة كليبر: " لا أحاول تخمين الهدف مرّة أخرى"، فهو يعتقد بأنّ انسيلادوس يرسل لنا بإشارات ليتمّ اختباره عن طريق مهمّة مصممة لهذا الهدف.
 

 

الفيديو:

 

 

 

 

المصدر 

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية