الصحة

لماذا تتعب أجسادنا عند التعرّض للحرارة؟

 

نشعر بالتّعب عند خروجنا من المنزل في الأيّام الحارّة. لكن ما هو السبب الكامن وراء ذلك؟

إنّ سبب هذا الخمول بسيط جدّاً، وهو أنّ جسمك يعمل بجد للحفاظ على درجة الحرارة معتدلة داخله، فيجعلك هذا العمل الإضافي تشعر بالتعب. تقول الدكتورة "ميشيل كيسي" وهي المديرة الطبيّة الإقليميّة لصحة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية لدوريّة "علوم حيّة" Live Science: "يجب على جسدك أن يعمل بجد للحفاظ على درجة حرارة داخليّة ثابتة ودائمة وخاصة عند التعرّض للشمس".


تقول كيسي بأنّ الجسم يقوم بعمل عدة تعديلات للحفاظ على درجة الحرارة في داخله خلال الأيّام الحارّة. يوسّع الجسم الأوعية الدموية في عملية تعرف باسم "التوسيع الوعائي" vasodilation والتي تسمح لمزيد من الدم بالتدفق بالقرب من سطح الجلد. يسمح هذا للدم الدافئ بأن يبرد مما يجعل الجسم يتخلّص من الحرارة أثناء مروره بالقرب من الجلد.
يوضح التدفق المتزايد للدم بالقرب من الجلد سبب ظهور بعض الناس أكثر احمراراً عند شعورهم بالحرارة وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.

تقول كيسي بأنّ الجسم يفرز العرق كوسيلة للحفاظ على درجة حرارة معتدلة. يقوم هذا العرق بتبريد الجسم أثناء عمليّة التبخّر.

تُضيف كيسي بأنّ معدّل ضربات قلبك يزداد أثناء قيام الجسم بمجهود إضافي للحفاظ على درجة حرارته، كما يزداد معدل التمثيل الغذائي لديك وهو عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للقيام بوظائفه.

تقول كيسي: "يزيد كل ذلك العمل من معدل ضربات القلب ومعدل التمثيل الغذائي مما يجعلك تشعر بالتعب أو النعاس".

تقول كيسي أنّ معظم الأشخاص لا يتناولون السوائل بكميّة كافية مما يجعلهم يعانون من الجفاف. تضيف كيسي أنّ الحرارة والعرق تزيد من الجفاف وأحد أعراض هذا الجفاف هو التعب.

يمكن أن يزيد تلف الجلد النّاتج عن أشعّة الشمس من هذا الجفاف أيضاً. قد يسبب شعاع الشمس تصبّغات وتجاعيد وحروق. تقول كيسي: "تسبب هذه التغيرات الكيميائية الإرهاق". توضّح كيسي ذلك بقولها: "يرجع السبب في ذلك لكون جسدك يعمل على إصلاح الضرر".

تقول كيسي أنّ حروق الشمس تؤثر في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته. يحول الجسم السوائل من بقية الجسم نحو منطقة الحرق في محاولة لشفاء الجلد. يعني هذا أنّك ستمتلك كميّة أقلّ للتعرّق، الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من الجفاف والتعب.

ما العمل؟

تقول كيسي أنّه وفي كثير من الأحيان يقوم النّاس عند شعورهم بالحرّ بتناول مشروب بارد كالكحول. يُعتبر الكحول مدر للبول، وهذا يعني أنه قد يزيد من الجفاف. تُعتبر القهوة في المقابل غير مدرّة للبول حسب دراسات حديثة. تقول كيسي إن أفضل طريقة لمحاربة الجفاف هي عن طريق الماء والوجبات الخفيفة المالحة كالمعجنات أو رقائق البطاطس المخبوزة.

تنصح كيسي بأن نكون علم بأعراض الإنهاك الحراري heat exhaustion وهي التعرّق الشديد وسرعة النبض والشعور بالدوار أو النّعاس. تضيف كيسي: "نوصي بالذهاب إلى مكان بارد وشرب الماء وزيارة الطبيب إذا لم تتحسن الأعراض خلال ساعة تقريباً".

تُعدّ ضربة الشمس حالة أكثر خطورة، حيث تبلغ درجة حرارة الجسم 104 درجة فهرنهايت (57.7 درجة مئوية) أو أكثر خلالها. تتطلب هذه الحالة علاجاً طارئّاً لأنها قد تؤدّي إلى أضرار كبيرة في الدماغ والقلب والكلى والعضلات.

تشمل الأعراض ارتفاع درجة حرارة الجسم والغثيان والتقيؤ والصداع والتغيرات في السلوك مثل الارتباك والقلق أو الاهتياج وأعراض أخرى كعدم وضوح الكلام والنوبات والغيبوبة.


تنصح كيسي بالذهاب إلى بيئة أكثر برودة كمنطقة ظلال أو منطقة تحتوي على تكييف هوائي وخاصة خلال الساعات التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة والتي تكون عادة ما بين الساعة 10 صباحا و 2 بعد الظهر حسب التوقيت المحلّي. كما تنصح أيضاُ بشرب كميّات كافية من السوائل.

 

 

المصدر 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية