الفلك

القمر في الأمام والمركز خلال كسوف الشمس الكلي

 

 تكون الأنظار مركّزة على الشمس في الفترة السابقة لكسوف الشمس الكلّي، ولكن القمر يمتلك دور البطولة أيضاً.

قال "ريتشارد فوندراك" عالم القمر في مركز غودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا في جرين بلت بولاية ماريلاند: "يُعتبر الكسوف الكلي رقصة مكوّنة من ثلاثة شركاء: القمر والشمس والأرض". ويضيف: "يحدث الكسوف الكلّي فقط عندما يكون هناك انتظام متقن لكلّ من القمر والشمس في سمائنا".

يخفي القمر وجه الشمس تماماً لبضع دقائق خلال هذا النوع من الكسوف، مما يوفر فرصة نادرة لملء هالة بيضاء متلألئة لهالة الشمس أو غلافاً جويّاً خارجيّاً خافتاً. يتطلب هذا محاذاة شبه مثالية للقمر والشمس، ويجب أن يتطابق حجم القمر في السماء مع حجم الشمس بشكل واضح.
يحدث كسوف الشمس الكلي في المتوسّط كلّ 18 شهراً في مكان ما على الأرض، إلّا أنّه يحدث بصورة أقلّ في بعض المناطق.
سيكون الكسوف الكلي في الحادي والعشرين من آب لعام 2017 مرئيا ضمن مسار يبلغ طوله 70 ميلاً والذي سيعبر 14 ولاية في الولايات المتحدة القارية ابتداءً من ولاية أوريغون إلى ولاية كارولينا الجنوبية. سوف يسافر الظل الداخلي الداكن للقمر على طول هذا المسار بسرعات تبلغ حوالي 3000 ميل في الساعة في غرب ولاية أوريغون إلى 1500 ميل في الساعة في ولاية كارولينا الجنوبية.
غالباً ما يُصور الظلّ في خرائط الكسوف كدائرة مظلمة أو سباق بيضاوي عبر المناطق التي يمرّ فيها، ولكن يكشف التصور المفصل الذي تم إنشاؤه لكسوف هذا العام أن شكل الظلّ يشبه مضلع غير منتظم مع حواف منحنية قليلاً ويتغير بينما يتحرّك الظل على طول المسافة.
يقول مصوّر ناسا التخيّلي "إرني رايت" في غودارد: "يمكننا بواسطة هذا التصور الجديد تمثيل الظل الداكن بمزيد من الدقة عن طريق حساب تأثير الارتفاع على نقاط مختلفة من الأرض، وكذلك الطريقة التي تنبعث فيها أشعة الضوء من خلال الوديان القمرية على طول حافة القمر الوعرة".
تَحقق هذا المستوى غير المسبوق من التفاصيل بواسطة اقتران ثلاثي الأبعاد لخرائط سطح القمر التي قام به مستكشف القمر المداري التابع لناسا LRO مع معلومات ارتفاع الأرض من عدة مجموعات من البيانات.
تمكننا هذه الخرائط من التنبؤ بدقة بمكان ووقت حدوث ومضات الضوء المشرقة والتي يطلق عليها "خرز بيلي " Baily's Beads أو تأثير خاتم الماس. تظهر هذه البقع المكثفة على طول حافة القرص المظلم قبل الكسوف الكلّي وتنتجها أشعة الشمس التي تطل على الوديان على طول الحافة غير المستوية للقمر مرة أخرى بعد ذلك مباشرة.
سوف تنتهي العروض المذهلة التي يقوم بها الكسوف الشمسي الكلي في المستقبل البعيد جداً وذلك لأن القمر ينحسر عن الأرض ببطء بمعدل حوالي 1-1 / 2 بوصة (4 سم) في السنة، فعندما يتحرك القمر بعيداً بما فيه الكفاية سيكون حجمه الظاهري في السماء صغيرة جداً للدرجة التي لن يغطّي فيها الشمس.
يقول فوندراك: "مع مرور الوقت، سوف تتراجع وتيرة الكسوف الشمسي الكلي". ويضيف: "سوف تختبر الأرض تجربة جمال كسوف الشمس الكلي للمرة الأخيرة بعد حوالي 600 مليون سنة من الآن".

 

 

المصدر

 

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية