كيف تعمل الاشياء

ماسح الموجات الضوئية

 

حاول عمر فاروق عبد المطلب تفجير عبوات ناسفة مخبأة في ملابسه الداخلية على متن رحلة جوية من أمستردام إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد عام 2009 . أدت محاولة عبد المطلب الفاشلة إلى تطوير تقنيات جديدة لفحص الركاب تمامًا ككل العمليات التي وقعت بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول.
أدخلت إدارة أمن النقل 500 جهاز مسح ضوئي لكامل الجسم (تُشير وكالة الحكومة الأمريكية إلى هذه الأجهزة كوحدات تكنولوجيا تصوير متطورة) في المطارات في جميع أنحاء البلاد بحلول ديسمبر 2010. تعمل كلّ الماسحات الضوئية بالطريقة نفسها، فهي تقوم بكشف مخاطر مصنوعة من مواد معدنية وغير معدنية بما في ذلك الأسلحة والمتفجرات وغيرها من الأشياء المخبأة تحت طبقات من الملابس. تستخدم هذه الأجهزة تقنيات مختلفة تمامًا.
يعتمد أحد أنواع هذه الماسحات الضوئيّة على ما يعرف بتكنولوجيا الانتشار الخلفي Backscatter. تستخدم آلات الانتشار الخلفي جهازًا يسمى المسدد Collimator (وهو نفق مركب يُستخدم في البصريات بغرض انتاج أشعة متوازية) لتوليد تيار متوازي من الأشعة السينية منخفضة الطاقة والتي تمر عبر النفق لترتطم بالمسافر أثناء وقوفه في الجهاز. يشتمل الماسح الضوئي المفرد على مصدرين للإشعاع بحيث يمكن تصوير كلًّ من الجزء الأمامي والخلفي للشخص. تتشكل الصور عندما تقوم الأشعة السينية التي تخترق الملابس بالارتداد عن بشرة الشخص والعودة إلى أجهزة الكشف المركبة الموجودة على سطح الآلة. كما أن الإشعاعات تنطلق من الأسلحة أو المتفجرات أو غيرها من التهديدات المخبأة في الملابس.

يُستخدم النوع الآخر من الماسح الضوئي تقنية منافسة تعرف باسم تصوير الموجة المليمترية Millimeter wave (mmw) Imaging . تعمل هذه الآلات على نفس المبادئ إلا أنها تصدر نوعًا خاصًا من الميكروويف وليس الأشعة السينية. يُنتج اثنين من أجهزة الإرسال الموجات بينما يقف الراكب داخل الآلة. تمر الطاقة من خلال الملابس وترتد عن بشرة الشخص وعن أيّ تهديدات محتملة ثم تعود إلى مستقبلين يرسلان الصور من الأمام والخلف إلى محطة المشغل.
لسوء الحظ ، ما كان من المفترض أن يخفف من مخاوف الجمهور لم يسبب سوى المزيد من القلق بين الركاب والطيارين ووكلاء إدارة أمن وسائل النقل TSA . أعرب العديد من الناس عن مخاوفهم بشأن المخاطر الصحية لعملية المسح لكلا التقنيتين، فما هي كميّة الإشعاعات الذي تنتجها هذه الآلات؟ وما هو وجه الشبه بينها وبين أجهزة التصوير الطبي؟ وهل تقوم بزيادة معدلات السرطان بين عامة السكان؟
هناك أيضًا أسئلة تتعلّق بالخصوصية، فهل يمكن لوكلاء TSA رؤية أجزاء لا ينبغي رؤيتها؟ وهل يقومون يتخزين هذه الصور أو حذفها على الفور؟
إنّ إثارة مثل هذه الأسئلة أدّى إلى الكثير من سوء الفهم. يبدو الأمر كما لو أن الماسحات الضوئية للجسم والآلات القادرة على النظر إلى أعماق روحنا (أو على الأقل تحت ملابسنا) هي نفسها آلات غامضة، إلّا أنّها في الواقع ليست كذلك، فهي تستفيد من المبادئ العلمية المعروفة منذ سنوات.

 

 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية