الفلك

بكتيريا مقاومة للأدوية في مراحيض الفضاء

 

ان تنظيف مراحيض الفضاء ليس أكثر متعة من تنظيف مراحيض الأرض، لكنه قد يؤدي إلى مفاجآت أكثر إثارة. اكتشف علماء إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أربع سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) والتي لم تكن معروفة من قبل.

قام فريق بقيادة علماء في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في كاليفورنيا بتحليل العديد من العينات البكتيرية التي تم جمعها من جميع أنحاء المحطة الفضائية الدولية في عام 2015 في دراسة جديدة نُشرت في 23 نوفمبر في مجلة BMC Microbiology . شملت الدراسة أربع عينات من نفايات المرحاض و مقصورة النظافة. حدد الباحثون خمس سلالات غير معروفة من البكتيريا الأمعائية Enterobacter وهو جنس له مقاومة عالية للمضادات الحيوية والتي غالباً ما تصيب مرضى المستشفيات وتعرض الجهاز المناعي للخطر في العينات الأربعة بالإضافة إلى عينة واحدة مأخوذة من منصة القدم لقطعة من معدات تمرينات المقاومة.

يقول الباحث المشارك في الدراسة "كاستوري فينكاتيسواران" وهو عالم أبحاث بارز في مجموعة JPL للتكنولوجيا الحيوية والكواكب في بيان له: "استخدمنا أساليب مختلفة لإظهار نوع البكتيريا الموجودة في محطة الفضاء الدولية ولتوصيف جيناتهم بالتفصيل". يضيف فينكاتيسواران: "لقد أوضحنا أن جينومات سلالات البكتيريا الأمعائية الخمسة كانت مماثلة لثلاثة سلالات وجدت حديثًا على الأرض".

قارن الفريق الحمض النووي لبكتيريا ISS الجديدة بأكثر من 1200 سلالة من البكتيريا المعوية والتي تم جمعها على الأرض. توصل الباحثون إلى أن السلالات المكتشفة حديثًا تتشابه إلى حد كبير مع النوع bugandensis المعوي والذي تم اكتشافه مؤخرًا في ثلاثة مستشفيات في أفريقيا وولاية واشنطن وكولورادو. أظهرت هذه البكتيريا القدرة على إحداث المرض لدى البشر ومقاومة المضادات الحيوية المتعددة.
يقول الباحثون أنه وفي الوقت الذي احتوت فيه سلالات البكتيريا المعوية الجديدة على أكثر من 100 جين ارتبط سابقاً بمقاومة المضادات الحيوية إلا أن هذه البكتيريا لا تشكل أي تهديد لرواد الفضاء الموجودين على متن المحطة الفضائية الدولية في هذا الوقت.

يقول مؤلف الدراسة الرئيسي "نيتين سينغ":
"من المهم أن نفهم أن السلالات الموجودة في محطة الفضاء الدولية ليست خبيثة مما يعني أنها ليست تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان ولكن يجب أن ندرسها بشكل أكبر".
تنبأ الباحثون إلى أن هناك فرصة تقدر ب %79  في أن تتطور سلالات جديدة من البكتيريا الفضائية لتسبب المرض لدى البشر الذين يصلون في مهام مستقبلية. لن يستطيع العلماء معرفة قدرة البكتيريا الحقيقية حتى يتمكنوا من دراستها داخل جسم حي في الفضاء.
إن الحياة غريبة في الفضاء حتى بالنسبة للميكروبات. يمكن أن يكون للظروف البيئية الفريدة بما في ذلك الجاذبية الصغرى والإشعاع والمرافقة البشرية المستمرة تأثيرات كبيرة على كيفية نمو البكتيريا وانتشارها. يقول الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما قد تكون عليه هذه التأثيرات بالضبط.
 

 

المصدر

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية