الفيزياء

سقوط القطط من ارتفاعات عالية

 

نادرًا ما ينجو البشَر من السقوط من ارتفاعات عالية، ولكن يبدو أنَّ للقطط حظٍّا أوفر في النجاة. أجُريَت دراسة منشورة عام 1987على 132 قطة وقعَتْ عن طريق الخطأ من ارتفاعٍ يتراوَح بين طابقَين و 32 طابقًا ) 6 أمتار إلى 98 مترًا(، معظمها هبطت على سطحٍ خرساني.  نجَت حوالي 90% من القطط من المَوت ونجَت حوالي 60 من الإصابة.

المُثير للاستغراب أنَّ درجة الإصابة مثل عدد كسور العظام أو عدد الوفيات المؤكدة)  تقلُّ مع زيادة الارتفاع، وذلك إذا كان السقوط من ارتفاع أكثر من سبعة أو ثمانية طوابق. القطة التي سقطت من ارتفاع 32 طابقًا لم تُصَب إلَّا بإصاباتٍ طفيفة في منطقة القفص الصدري وسنٍّ واحدة  ،وأطُلِقَ سراحها بعد البقاء 48 ساعة تحت الملاحظة ،  لا يُمكن ضمان النجاة من الموت بأي حال من الأحوال، ولذا إذا كنتَ تعيش في شقَّةٍ بناطحة سحاب، فاحرص على إبعاد قطتك عن أي نافذة مفتوحة .

إذا سقطت قطة ناعِسة عن طريق الخطأ من حافة النافذة، فإنها تُعيد توجيه جسدِها بسرعة وعلى نحوٍ غريزي حتى تكون سيقانُها أسفل منها. تستعين القطة بمرونة سيقانها لتمتصَّ صدمةَ الهبوط على الأرض؛ فالمرونة تُطيل الوقت المُستغرَق في الهبوط على الأرض ومِن ثَمَّ تُقلِّل القوة الواقعة على القطة.

وحين تسقط القطة، تزداد قوَّة مقاومة الهواء الضاغطة إلى أعلى والواقعة على القطة. وإذا كان السقوط من عند حافة النافذة إلى الأرضية، لا تكون مقاومة الهواء كبيرة مُطلقًا. ولكن إذا كان السقوط لمسافة أطول، فربما تَصير مقاومة الهواء كبيرة بالقدْر الكافي لتقليل تَسارُع القطة نحوَ الأسفل. في الواقع، إذا كان السقوط من ارتفاعٍ أكثر من ستة طوابق، فقد تصير مقاومة الهواء كبيرة بالدرجة الكافية لتعادُل قوة الجاذبية الضاغطة إلى أسفل السرعة والمؤثرة على القطة،  تسقط القطة بعد ذلك بدون تَسارُع وبسرعة ثابتة تُسمَّى

 

"السرعة الحدية" وما لم تصل القطة إلى السرعة الحدية، فإنها ستَخاف من تَسارُعها وستُحافِظ على وضعية سيقانها أسفل جسدِها، استعدادًا للنزول على الأرض، ولكن إذا وصلت القطة إلى السرعة الحدِّية، فإن التسارُع يَختفي وتسترخي القطة نوعًا ما، وتمدُّ سيقانها إلى الخارج على نحوٍ غريزي (من أجل زيادة مقاومة الهواء الواقعة عليها)  إلى أن يتوجَّب عليها في النهاية الاستعداد للنزول على الأرض. وبمجرَّد أن تفرد القطة أطرافها الأربعة، تزداد مقاومة الهواء تلقائيٍّا، وهو ما يُقلِّل من سرعة القطة. وكلما زادت مسافة السقوط، قلَّت السرعة، إلى أن تصل إلى سرعة حدِّية جديدة ومخفَّضة تُقدر بحوالي 100 كيلومتر في الساعة. ولذا، فإن القطَّة التي تسقط من مسافة 10 طوابق مثلًا تصِل إلى الأرض بسرعةٍ أقلَّ ممَّا لو كانت تسقط مسافة 5 طوابق وسيكون لها حظٌّ أوفر في النجاة من الإصابات الخطيرة.

 المصدر : The Flying Circus of Physics

النشرة البريدية

الرجاء تعبئة التفاصيل ادناه لتلقي نشرتنا البريدية