نحن نصبح ما نأكله. كل شيء نختار أن نأكله يؤثر على أجسامنا وعلى مجموعات البكتيريا ، والميكروبيوتا ، التي تعيش في أحشائنا.
لقد غيرت الثورة الصناعية علاقتنا بالبيئة وسلوكياتنا الغذائية وخياراتنا الغذائية. لقد تطورت كثيراً الطريقة التي نعد بها طعامنا عن زمن أسلافنا.
يؤثر نمط حياتنا على بكتيريا الأمعاء وجيناتها (الميكروبيوم) وعلى ٍصحتنا . ففي الأبحاث الحديثة ، أظهر الباحثون أن الأمراض المزمنة ، مثل السمنة وأمراض المناعة الذاتية ، مرتبطة بعاداتنا الغذائية في العالم الصناعي.
في مقال نُشر في مجلة Nature هذا العام ، أعادت مارشا سي ويبوو من كلية الطب بجامعة هارفارد ومعاونوها بناء المعلومات الجينية لأنواع البكتيريا الموجودة في أمعاء أسلافنا . قاموا بتحليل المادة الوراثية (الجينوم) في البراز الأحفوري وتحديد 498 ملفًا وراثيًا تنتميٍ إٍلى أنواع مختلفة.
جاءت العينات من براز أحفوري عمره 1000 إلى 2000 عام من المكسيك والولايات المتحدة. قام الباحثون بتحليل العينات للكشف عن أي نوع من الملوثات يمكن أن تتداخل مع تصنيف البكتيريا. تمت مقارنة نتائج هذه العينات مع براز البشر الحاليين في ثمانية بلدان مختلفة في المناطق الصناعية وغير الصناعية.
اكتشف الباحثون أن 39٪ من المعلومات الجينية من البراز الأحفوري كانت من أنواع بكتيريا لم يتم وصفها من قبل. وهذا يعني أن حياتنا الصناعية غيرت تكوين الكائنات الدقيقة لدينا ، مما جعل أمعاءَنا الحالية مختلفة عن أمعاء أسلافنا.
كما قام العلماء بتحليل عدد الأنواع المختلفة من البكتيريا وسبب كثرة بعض الآنواع .
والمثير للدهشة أنهم اكتشفوا أن ميكروبيوم أسلافنا كان مشابهًا للميكروبيوم الموجود في براز البلدان الحديثة غير الصناعية. أما سكان البلدان الصناعية فقدْ فُقِدَ لديهم معظم تنوع البكتيريا للأمعاء.
اكتشفت مارشا سي ويبوو ومعاونوها أيضًا ,أن هناك زيادة في البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (antibiotics) في براز البلدان الصناعية مقارنة بالبراز لدى سكان البلدان غير الصناعية والبراز الأحفوري . تشير هذه النتائج إلى أن استهلاك المضادات الحيوية يمكن أن يولد بكتيريا في الأمعاء مقاومة لهذه المضادات الحيوية - وهو أمر نحتاج إلى أخذه في الاعتبار عندما نقرر تناول بعض الأدوية.
يمكن أن يساعدنا فهمُ النظام الغذائي لأسلافنا وطريقةِ معيشتهم في الكشف عن أصل بعض الأمراض الجديدة التي نحتاج إلى التعامل معها في الوقت الحاضر.
المصدر