اكتشاف ناسا الأخير بخصوص قمر زحل "إنسيلادوس" يدعم ذلك
ازدادت احتمالية وجود حياة على أحد أقمار زحل بفضل اكتشاف جديد توصّلت إليه المركبة الفضائية كاسيني التابعة لوكالة ناسا.
النقاط الرئيسية:
• توصّل البحث لوجود عناصر رئيسية للحياة على سطح قمر زحل إنسيلادوس.
• استُخدِمت المركبة الفضائية كاسيني لجمع البيانات من الأعمدة الجليدية.
• يريد الباحثون العودة لتحدید ما إذا کانت الحیاة موجودة على سطح هذا القمر.
اكتشف المسبار وجود آثار هيدروجين جزيئي (H2) في أعمدة جليدية تنبعث من الشقوق الموجودة على سطح إنسيلادوس.
يشير هذا الاكتشاف الذي نُشر يوم الجمعة من تاريخ 14 نيسان من عام 2017 في مجلة "علوم" Science إلى أن محيطات قمر زحل إنسيلادوس تحتوى على ظروف تدعم إمكانيّة وجود حياة على سطحه.
قال الباحث المشارك في الدراسة "هنتر ويت" وهو مدير برنامج دراسات "مطياف الكتلة" (Mass spectrometry) وهي تقنية تحليلية لتحديد العناصر المكونة لمادة أو جزيء في مؤسسة البحث الجنوبية الغربية في تكساس بأنّ الأدلّة على وجود الهيدروجين كانت "مذهلة للغاية".
وأضاف ويت: " يضع هذا الاكتشاف القمر إنسيلادوس على قمة قائمة الأماكن التي تدعم استضافة حياة على سطحها إلى جانب الأرض".
أشار تحليل مئات الصور التي التقطتها كاسيني في عام 2015 إلى أن إنسيلادوس يمتلك محيطاً كرويّاً يقع بين نواة الصخور الصلبة والسطح الجليدي.

صور: أعمدة من رذاذ الجليد من أحد أقمار زحل.
المصدر: (ناسا NASA) / مختبر الدفع النفاث- معهد كاليفورنيا للتقنية (JPL-Caltech) / معهد علوم الفضاء (Space Science Institute).
أرسل علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا المركبة الفضائية عبر أعمدة المواد الجليدية التي تنبعث من القطب الجنوبي للقمر إنسيلادوس لكشف مكوّنات هذا المحيط.
أشارت الرحلات السابقة للقمر صغير الحجم إلى أن الأعمدة تحتوي على مزيج من الغازات وبخار الماء وثاني أكسيد الكربون والمواد العضوية.
قدمت أحدث البعثات أول دليل على أنّ المحيط يحتوي في مكوّناته على الهيدروجين.
قال ويت: " كانت تكمن المشكلة سابقاً في كون المركبة ]كاسيني] تحلق بسرعة كبيرة، ولم تكن هذه الأدوات مصممة لهذا الغرض".
أضاف ويت: "لقد أدركنا أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك تكمن في جعل هذه الأدوات تعمل بطريقة مختلفة تماماً".
بماذا يخبرنا هذا الاكتشاف؟

المخطط: شرح ناسا للمناطق الداخلية لقمر زحل إنسيلادوس (ناسا/ NASA مختبر الدفع النفّاث- معهد كاليفورنيا للتقنية JPL-Caltech).
يقول الدكتور ويت بأن الهيدروجين الموجود في الأعمدة ينتج على الأرجح عن تفاعلات حرارية مائية بين الصخور الساخنة والمياه في المحيط.
ويضيف: "لقد مررنا بكلّ الطرق التي من الممكن أن تكون مصدراً للهيدروجين، وكان هذا هو المصدر الأكثر وضوحا".
تدعم هذه التفاعلات الماء بالمواد الكيميائية اللازمة لخلق حياة ميكروبية تدعم الحياة على سطح ذلك القمر.
تحدث هذه العملية والمعروفة باسم "توليد الميثان" methanogens حول فتحات مائية حرارية عميقة على سطح محيطات الأرض.
يوضّح ويت: " تستخدم النظم الحرارية المائية على الأرض الهيدروجين كمصدر غذائي لإنتاج الميثان".
وقال الدكتور ويت إن حجم الهيدروجين الهائل الموجود في الأعمدة يعني وجود "إمدادات وفيرة من المواد الغذائية" لهذه الميكروبات.
يكمل ويت: "لقد وجدنا أن هناك الكثير من الطاقة الكيميائية في المحيط الداخلي للقمر [إنسيلادوس] والتي تعمل على تفعيل عمليّة الايض الميكروبي".
هل هناك حياة على سطح القمر إنسيلادوس؟

الصورة: المركبة كاسيني تلتقط هذه الصورة من إنسيلادوس عام 2008. (المصدر: مختبر الدفع النفّاث (JPL)/ معهد علوم الفضاء: ناسا).
في حين يرى الدكتور ويت أنّ النتائج كانت مثيرة للاهتمام، وكان الباحثون "مشككون جدّاً" باحتمالات وجود الحياة في محيطات القمر إنسيلادوس.
قال ويت: "لدينا نسبة كبيرة من الهيدروجين مقارنة بـ الميثان مما يجعلنا نزعم بعدم وجود ميكروبات تتغذّى عليه في الأرجاء".
ويضيف: "يجعلنا هذا نفكّر بجدّية، لنذهب هناك ونرى ما إذا كانت هناك حياة بالفعل على سطح ذلك الكوكب".
يرى الدكتور ويت أن الخطوة التالية هي إما العودة إلى أعمدة إنسيلادوس مع أدوات أكثر دقة أو استكشاف محيطات موجودة تحت سطح الأرض ومشابهة للمحيطات الموجودة تحت قشرة القمر إنسيلادوس".
ويضيف: "قد تخطر على بالنا فكرة إرسال غواصة، ولكن سنأخذ الكثير من الوقت قبل قيامنا بتصميم هكذا غوّاصة".
يقول الدكتور ويت أن بعثة "التحليقات المتعددة حول أوروبا" والتي كانت سابقاً تعرف بأوروبا-كليبر" Europa Clipper والتي تم إعدادها لإطلاقها في 2020 وفرت فرصة لتوسيع نطاق البحث.
ويضيف:"نحن نفكّر مليّاً في جمع حمولة "أوروبا-كليبر" بحيث نذهب إلى قمر زحل أوروبا مصطحبين بعض أنواع الأدوات [لإجراء] بعض البحوث على أعمدة القمر أوروبا".
صرّح الدكتور ويت أن برنامج ناسا الجديد سوف يوفر فرصة للعودة إلى القمر إنسيلادوس مع أدوات أكثر تطوراً.
ستنتهي مهمة المركبة كاسيني نهاية دراميّة عندما تتعطل المركبة الفضائية على سطح زحل في وقت لاحق من هذا العام (2017).

الصورة: الفتحات الحرارية المائية على الأرض والتي تدعم النشاط الميكروبي من خلال عملية تسمى "توليد الميثان" methanogens. (المصدر: مكتب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لاستكشاف المحيطات وإجراء البحوث).
المصدر