لم يتم تأكيد أو رفض أي شيء رسميًا في هذه المرحلة، ولكن هناك بعض التلميحات المثيرة للاهتمام إلى حد كبير وهي أن علماء الفيزياء الفلكية ربما اكتشفوا لأول مرة موجات ثقالية قادمة من مصدر جديد وهو اندماج نجوم نيوترونية.
قامت مجموعة من التلسكوبات مؤخراً بما فيها تلسكوب هابل الفضائي بمتابعة هذا الاكتشاف الذي إذا ما تم تأكيده فهو سيزيد من فهمنا للموجات الثقالية والأحداث الدرامية التي أنتجتها.
تم اكتشاف موجات الجاذبية لأول مرة من قبل العلماء في ليجو LIGO وهو مرصد للأمواج الثقالية بالـولايات المتحدة الأمريكية، و ليغو اختصار ل (مرصد الموجات الثقالية بالتداخل الليزري) Laser Interferometer Gravitational Wave Observatory في عام 2015 بعد 100 عام من تنبؤ أينشتاين الأول بوجود هذه الموجات.
إنّ هذه الأمواج هي تموجات في الزمكان تنتجها أحداث ذات قوّة إنفجار كبيرة في الكون. إنّ القدرة على اكتشافها قدمت لنا طريقة جديدة تمامًا لدراسة الكون.
الأمر يشبه أن يتمّ منحك إحساسًا جديدًا تمامًا بالإضافة إلى البصر والشمّ والسمع والتذوق واللمس، بحيث يمكنك اكتشاف العالم بهذه الحاسة الجديدة.
هذا رائع ، أليس كذلك؟
نتجت أول موجات ثقالية تمّ التقاطها بسبب اصطدام اثنين من الثقوب السوداء قبل حوالي 1.3 مليار سنة.
اكتشف ليجو وجود موجات ثقالية مرتين بعد ذلك، وفي كلتا المرتين كان السبب ناجم عن الثقوب السوداء المتصادمة البعيدة.
دخل المرصد في الآونة الأخيرة في شراكة مع تجربة ثانية في أوروبا بإيطاليا تُعرف باسم VIRGO ، وتشير الشائعات الأخيرة إلى أن هذا التعاون قد أثمر.
بالعودة إلى أحدث التكهنات، نجد أنّ كلّ ذلك بدأ بسلسلة من التغريدات من قبل عالم الفيزياء الفلكية في جامعة تكساس "جي كريغ ويلر" حيث كتب في 16 أغسطس: "هناك شائعة بوجود مصدر جديد من ليجو".
بعد ثلاثة أيام ، تابع ويلر: "إنّ النظير البصري الذي يذكره هو الأمر المثير في الموضوع، لأنه يشير إلى أن موجات ثقالية كانت تنتج عن طريق دمج النجوم النيوترونية وهي النجوم التي تنشأ عندما تنهار السوبرنوفا العملاقة (المستعرات العظمى) على نفسها".
لا يعتبر ذلك نوعاً كشفيّاً جديداً للموجات الثقالية فحسب، بل هو حدث سيؤدي أيضًا إلى وجود ضوء مرئي يمكننا دراسته بوضوح على عكس تصادم الثقوب السوداء.
يمكنك أن ترى مثالاً على اندماج نجم نيوتروني أدناه:

تم اختيار التغريدة من قبل "ميكا ماكينون" في مجلة نيو ساينتست والتي اكتشفت أن مجموعة من التلسوكبات قد حوّلت تركيزها منذ ذلك الحين إلى مجرة تعرف باسم NGC 4993 والتي تبعد حوالي 130 مليون سنة ضوئية.
وفقًا لما ذكره "إيثان سيجل" في فوربس بعد أربعة أيام فقط من تغريدة ويلر فإنّ هابل قد رصد مرشحًا ثنائيًا لدمج نجم نيوتروني في المجرة.
كان الفلكيون حريصين للغاية حول ما كانوا يدرسونه.
إذًا، لماذا تعتبر الموجات الثقالية النجمية النيوترونية مثيرة للغاية إذا تمّ اكتشافها؟
لدى سيغل سبب رائع لكيفية اختلاف هذه الموجات الثقالية عن تلك الناتجة عن اصطدام الثقوب السوداء والتي يجب عليك التحقق منها بالتأكيد، وبصرف النظر عن حقيقة أنها قد تأتي مع نظراء بصريين مرافقين، فيجب أن يكونوا ذو سعة أقلّ ويحدثوا على فترات أطول، كما أنّها تتطلب الكثير من الحساسية حتّى يتمّ التقاطها.
كتب سيغل: "يجب أن نكون أقرب عشر مرات تقريبًا للحصول على نفس إشارة السعة التي رأيناها من الثقوب السوداء".
لم يؤكد المتحدث باسم ليجو "ديفيد شوميكر" أو ينكر الشائعات عندما تمّ سؤاله من قبل ماكينون، فهو يقول: "سيكون هناك رصد ثان مثير للاهتمام يوم 25 أغسطس، ونحن نتطلع إلى نشر تصريح مهم في ذلك الوقت".
ساهمت تغريدة ويلر منذ ذلك الحين في رد فعل كبير حول ما إذا كان يجب أن يكون هناك دلائل حول هذا الاكتشاف قبل أن يستعد ليجو وفيرجو للإعلان، حيث يقوم ويلر بالاعتذار الآن.
لكن لا يمكن التراجع الآن، وبالرغم من أننا ننتظر حتى يتم التحقق من النتائج، إلّا أنّنا متحمسون للإعلان الرسمي لـ LIGO و VIRGO وسنبقيك على اطلاع فور معرفتنا بالمزيد.
أعلنت فرق LIGO و VIRGO ، كما هو متوقع، نهاية آخر عملية مراقبة في 25 أغسطس. إليك المعلومات التي كان يتعين عليهم مشاركتها في بيانهم التمهيدي:
"تم تحديد بعض المرشحين الواعدين للموجة الثقالية في بيانات من LIGO و Virgo خلال تحليلنا الأولي، وقمنا بمشاركة ما نعرفه حاليًا مع شركاء الرصد الفلكيين".
"إننا نعمل بجد لضمان أن يكون المرشحون مناسبون، وسيتطلب الأمر وقتًا لتحديد مستوى الثقة اللازمة لتحقيق أي نتائج للمجتمع العلمي ولأكبر عدد من الناس، وسنعلمك فور توافر معلومات جاهزة للمشاركة لدينا".
يبدو أن الفرق قد أكدت هذه الشائعات مع هذا البيان، على الرغم من أننا الآن بحاجة إلى التحلي بالصبر وانتظار العملية العلمية الصحيحة لمعرفة تفاصيل الاكتشاف الجديد.
لكننا نراهن على أنّ هذه التفاصيل ستكون مثيرة للاهتمام!
تابعونا لمعرفة آخر التطوّرات.
المصدر